نيون تيلابيا

كلمة المخرج

عندما نجبر على أن نعيش حياة تحكمها الندرة، فإننا نتمسك بكل ما يبعث الأمن والأمل. ليصبحا معا بمثابة المرسى الذي نعلق عليه هويتنا ونستمد منه قدرا كبيرا من تقدير الذات. ماذا يحدث عندما تصبح هذه الأشياء مهددة؟ أو أسوأ من ذلك، عندما تسلب من قبل أناس وأنظمة كان من المفروض أن تكون هي مصدر حمايتنا؟ ماذا نفعل أمام خيانة كهذه؟ ما الذي يتعين علينا فعله لكي نسترجع هذه الأشياء؟ مجموعة من الأسئلة هي التي دفعتني لكي أروي هذه الحكاية.
" نيون تيلابيا " هي حكاية مكان وأشخاص أعرفهم جيدا، تحكى من منظور العلاقة بين جيدي وحفيدته زيدي. كلاهما يفقدان مراسي لهويتهما وتقديرهما لذواتهما: بالنسبة لجيدي، فإن المرسى يتجلى في مهنة يستطيع من خلالها أن يستجيب لحاجيات من يحبهم. أما بالنسبة لزيدي، فهو تعليم يعِد بأن يكون المنقذ من الفقر. من خلال سرد حكايتهما، أتمنى أن أتمكن من الحديث إلى أكبر عدد من الناس، إلى الآلاف مثلهم في بلدتي.